-->

من خفايا افتتاح المؤتمر الـ10..السبسي فرض هذه ‘الإجراءات المشدّدة’ و أسقط برنامج النهضة


فرضت رئاسة الجمهورية على حركة النهضة تغيير برنامج حفل الافتتاح، وقبل تأكيد حضور الباجي قائد السبسي كضيف شرف على فعاليات اليوم الأول من مؤتمرها العاشر، قدمت جملة من الشروط ضمت من بين ما ضمته من نقاط، عدم مواكبة الرئيس لكلمة زعيم حركة النهضة.

أولى الرسائل التي قدمها رئيس الجمهورية في الكلمة التي ألقاها أمام جمهور النهضة وضيوفها، تعلقت بتفكيره الملي في قبول أو رفض الدعوة التي سلمها له راشد الغنوشي شخصيا لمواكبة افتتاح مؤتمر حزبه. وفي الحقيقة، لم يكن تفكير الرئيس والدائرة المقربة منه منصبّا فقط على مسألة الحضور من عدمه، فعملية الإخراج السياسي والاتصالي لمشاركة الباجي في الحفل الافتتاحي لمؤتمر الشريك الأكبر في الحكم كانت مدروسة بشكل يشير إلى أن الاستعداد للمشاركة تم منذ أسابيع..
الشروط
في البرنامج الأول الذي وافت به الجهة المشرفة على تنظيم افتتاح مؤتمر النهضة (انظر الوثيقة المصاحبة للمقال) مؤسسة رئاسة الجمهورية، كان من المقرر أن يفتتح راشد الغنوشي الجلسة بكلمة تقدم مباشرة بعد استقباله الباجي قائد السبسي، ثم يتولى رئيس الجمهورية تقديم كلمته.
هذا البرنامج سقط في الماء، وتغير بشكل جذري بطلب (أو بالأحرى بشروط) من رئاسة الجمهورية التي فرضت أن يتولى قائد السبسي تقديم كلمة ويغادر قاعة رادس دون مواكبة كلمة الغنوشي.
كما أصرت رئاسة الجمورية، بتنسيق مع الجهة المنظمة للحفل، على أن يقتصر الحضور فوق المنصة للشخصيتين البارزتين في المؤتمر، وهما رئيس الحركة وضيف شرف المؤتمر العاشر الباجي قائد السبسي.
وقالت مصادر موثوقة لـ»الشارع المغاربي» إن عبد الفتاح مورو أحد مؤسسي حركة النهضة، «منع» من الجلوس في المنصة إلى جانب «الشيخين»، رغم أن الإخراج الأول للحفل تم وفق تصور يضم منصة بـ3 كراسي (مورو والغنوشي وقائد السبسي).
إلى جانب هذا الشرط، فرض القصر أيضا أن تتكفل الرئاسة بإعداد المنبر الذي سيقدم منه الرئيس كلمته، بما يعني رفضا ضمنيا لأن يتلو رئيس تونس خطابه من منبر بشعار حركة النهضة.
هذا على مستوى الإعداد البرتوكولي واللوجستي. أما على مستوى الاتصالي، فقد ربطت رئاسة الجمهورية قبولها الحضور في أشغال اليوم الأول من المؤتمر بالحصول على ضمانات بشأن حسن إدارة جلسة الافتتاح المتعلقة بالأساس بالشعارات والأهازيج التي سترفع خلال تقديم الرئيس لكلمته.
شرط تجاوبت معه المجموعة المشرفة على التنظيم بشكل إيجابي، بأن كفلت عددا من قياداتها الشابة بمهمة توجيه الحضور. وقد شاهدنا في مختلف زوايا قاعة رادس صفوفا من الشبان يرددون شعارات الترحيب برئيس الجمهورية تارة، مطالبين بالوقوف احتراما «لفخامته» تارة أخرى، لتنتهي مهمتهم بمجرد مغادرة الرئيس قائد السبسي قاعة المؤتمر.
في مسافة الرئيس
لاحظ الحاضرون في جلسة الافتتاح، كيف تردد الباجي قائد السبسي قبل أن يرفع يده في يد زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي. كما لوحظت مغادرة الوفد الرئاسي (يضم رئيس الديوان سليم العزابي والمستشارين نور الدين بن تيشة وفيصل الحفيان إضافة إلى طبيب الرئيس الخاص معز بلخوجة )، بمجرد انتهاء كلمة الرئيس.


المصدر:الشارع المغاربي

شارك الموضوع:

Related Posts